المجلس الأعلى للمرأة و"التنمية السياسية" ينظمان ورشة (آليات الإقناع وكسب التأييد)

نظم المجلس الأعلى للمرأة بالشراكة مع معهد البحرين للتنمية السياسية ورشة تدريبية حول (آليات الإقناع وكسب التأييد) لمؤسسات المجتمع المدني، بحضور ممثلات عن العديد من الجمعيات النسائية البحرينية.
وأكد المحاضر الدكتور أحمد الخزاعي خلال الورشة أن مؤسسات المجتمع المدني تلعب دورًا مهمًا بين الأسرة والمجتمع من جهة والمجتمع والدولة من جهة أخرى لتحقيق المصلحة العامة، وهي تضم النقابات والتنظيمات المهنية، والمنظمات والنشاطات الاجتماعية والعائلية، والأندية الاجتماعية، والرياضية ومراكز الشباب.
وشدّد د. الخزاعي على أهمية الوعي العلمي لدى القائمين على منظمات المجتمع المدني بالمصطلحات السياسية وأوجه تطبيقها، مؤكدًا على أهمية عدم الخلط بين مفاهيم السياسية والديمقراطية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، والدولة المدنية وغيرها، وعدم انحراف هذه المفاهيم عن أهدافها.
وقدّم د. الخزاعي شرحًا مفصلاً عن آلية عمل البرلمان كمؤسسة دستورية تُجسّد الديمقراطية، لافتًا إلى أن الاقتراح برغبة هو ما يقدمه نائبًا أو أكثر من رغبة تتعلق بالمسائل العامة في شؤون السلطة التنفيذية؛ أي أنه رغبة النائب في أن تنفذ الحكومة مطلبًا معينًا؛ وإذا وافق مجلس النواب عليه يحال إلى الحكومة للنظر فيه؛ وتعيده للمجلس إما بالموافقة أو الرفض مع توضيح الأسباب، وبالتالي يكون الاقتراح برغبة بعيدًا في الغالب عن القوانين والتشريعات، وكثيرًا ما يُتّهم على أنه يرتبط أكثر بالجانب الدعائي والخدمي.
وأضاف د. الخزاعي أن "الاقتراح بقانون" يختلف تمامًا من ناحية الفائدة الفعلية على السلطة التشريعية؛ حيث يرتبط أكثر بالقوانين الموجودة مثل تعديل بعض المواد أو إضافة مواد وبنود جديدة، ويقدم الاقتراح بقانون على شكل مسودة قانون تُعرض على المجلس، وإذا ما وافق عليه يحال إلى اللجنة المعنية في المجلس لإبداء الرأي بالقبول أو الرفض؛ وفي حال القبول يحال إلى الحكومة التي تصيغه (بغض النظر عما إذا كانت توافق على الاقتراح أو لا) ثم تعيده إلى المجلس متضمنًا رأيها على شكل (مشروع قانون)؛ أي يتحول الاقتراح إلى مشروع عندما يعود من الحكومة ويناقشه المجلس مادة مادة.
أما فيما يخص بتنظيم الحملات الانتخابية لكسب وإقناع الرأي العام والتأثير فيه؛ أكد د. الخزاعي أهمية التخطيط العملي الممنهج في هذا الشأن، موضحًا أنه يجب أن يكون واضحا لدى القائمين على منظمة المجتمع المدني الإجابة على السؤالين: ماذا نريد؟ وكيف أحقق ما نريد؟"، كما قدم شروحات حول كيفية تفكير عامة الناس، وآلية توظيف فكر العامة؟، مشيرًا إلى أنه اكتساب الرأي العام عبر الثقة والتواصل المستمر، والمصداقية، وصولاً إلى تحقيق نتائج ملموسة.
وفيما يتعلق بعملية التواصل أوضح د. الخزاعي أنها عملية تبادل للأفكار والآراء والمعلومات عبر وسائط متنوعة لفظية وغير لفظية؛ كالكلام والكتابة والأصوات والصور والألوان والحركات والإيماءات أو بوساطة أي رموز مفهومة لدى الأطراف المشاركة فيه، لافتًا إلى أن للتواصل عدة منصات من بينها منصات إعلامية تشكل جوهر وظائف التواصل؛ لأنها تحمل رسائل واضحة من قبل المرسل إلى المستقبل وفق منظورات متفق عليها تهدف إلى إشراكه في صناعة الحدث سواءً كان الحدث سياسيًا أم اجتماعيًا.
وأشار د. الخزاعي إلى أن مؤسسات المجتمع المدني يمكنها تقسيم توجهات الرأي العام ضمن ثلاثة مجموعات أساسية، الأولى: "آراء غير ذات أهمية" مثل آراء الجمهور في الرياضية أو الموسيقية أو أفلام، والثانية: "آراء شخصية" خارج نطاق العمل التطوعي؛ وتصب في مصلحة صورة المتطوع والمنظمة المجتمعية، أما الثالثة فهي "آراء عملية" ذات صلة بقوانين وتشريعات ومايهم المجتمع في ما يخص عمل المنظمة فقط.
واختتم د. الخزاعي ورشته بتقديمه شرحًا وافيًا فيما يتعلق بالهوية البصرية؛ والشعار (اللوقو)؛ والموقع الإلكتروني؛ ووسائل التوصل الاجماعي، وتحدث عن "التعبيرية" في التواصل، والتي تخص النخبة من المجتمع لأنها تقدم خطابًا تجريديًا بأدواتٍ فكرية عالية؛ قد تكون اللغة إحداها ولكنها ليست لغة مفهومة من قبل عامة الناس، وقال "هذه الوظيفة نجدها عند المسرحيين، الشعراء، الرسامين، وغيرهم من الذين يصدق عليهم وصف الابداع، فهؤلاء يتخذون من عملية التواصل وظيفة تعبيرية تعبر عن مكنوناتهم الداخلية".
يذكر أن هذه الورشة تأتي بناءً على طلب بمبادرة من الاتحاد النسائي البحريني لتنظيم ورش لرفع قدرات الكوادر النسائية في مجال الإقناع وكسب التأييد، وانطلاقًا وتنفيذاً للإطار العام الذي وضعه المجلس الأعلى للمرأة من لبرنامج التمكين السياسي "الانتخابي" (محور التوعية والترويج)، لتفعيل جزئية المساهمة في إبراز دور مؤسسات المجتمع المدني في تنمية الثقافة السياسية.
الجدير بالذكر أن الدكتور أحمد الخزاعي رئيس شركة الخزاعي للاستشارات؛ حاصل على دكتوراه في العلاقات الدولية، وهو مستشار مجاز دوليًا في الاستشارات السياسية، ولديه خبرة عملية في الحملات الانتخابية الأمريكية ومخاطبة الجماهير، كما أنه شريك إداري في شركة خزاعي في واشطن بالولايات المتحدة.